المسؤولية المدنية عن الأخطاء الطبية

 

قم بتنزيل مستنداتPDF

جامعة تيشك الدولية

كلية القانون

قسم القانون

مشروع بحث تخرج

العام الدراسي 2022 – 2023

 

Research – 5  

 

فردەوس مخلس خضر

كلية القانون / جامعة تيشك / أربيل

 

المقدمة

يعد الإجرام من أقدم الظواهر التي عرفتها المجتمعات الإنسانية، ولقد كانت ولا تزال محل الاهتمام، بقصد ايجاد أفضل الحلول للحد منها، فمنذ القديم لم تركن البشرية على حالها الأول، ولم تقف عند مرحلة معينة، بل بذلت من الجهود التي تنسب إلى إكمال العقل البشري، ما أدى إلى حصول تطور مذهل في الوقت الراهن، وإذا كان هدف الإنسان في ظل هذا التطور هو الحفاظ على كينونته بسلامة أمن شخصه وماله، فإن وقع الجريمة عليه لا يشكل خرقا لحق خاص بتمتع به فحسب وإنما هي ذات ضرر لا ينحصر فيه وإنما يتعدى إلى كافة إفراد المجتمع بوجه عام، ولهذا بات من الضروري تشخيص من خرق قواعد النظام القانوني في المجتمع ولم يحترم قواعد الانضباط التي توجب عليه الانصياع لنصوصها مخاطبة إياه بنتيجة خرقها وهي إنزال العقوبة عليه، ولكنه لا يمكن أن يصل إليها ما لم تتحقق عملية الكشف عن حقيقة، والتي تتطلب الكشف عن الجريمة بما في ذلك الآثار التي تدل عليها، وطريقة ارتكابها، وكذا نسبة هذا الجرم إلى فاعله الحقيقي وهو الجاني، وهذا هو موضوع وهدف الاثبات الجنائي الذي لا يأتي إلا بعد بحث حاد وشاق يستلزم الدقة والتفكير الناضج وذلك بالقيام بعدة إجراءات شأنها الحصول على أدلة تساهم في إظهار الحقيقة

ولعل اهم وأقدم هذه الادلة هي بصمات الأصابع وتعود بداية استخدامها إلى عصور قديمة في التأريخ، ومع ذلك فإن بصمات الأصابع أو الآثار المادية الأخرى لم تكن لها أية أهمية تذكر في الكشف عن الجريمة ونسبتها إلى مرتكبيها في المجتمعات القديمة، أي كان تنفيذ السلوك الإجرامي فيها يتسم بالبدائية والبساطة والوضوح، حيث كان يكفي لاكتشافه وإثباته قيام الأدلة تعتمد على الإدراك الحسي المباشر كشهادة الشهود والاعتراف، ومع ذلك أضحت الشهادة والاعتراف مجرد أدلة تقليدية، وما لا يمكن إنكاره أن القاضي الجاني لا يزال يعتمد عليها في سبيل تكوين قناعته الشخصية حتى يومنا هذا الذي تطورت فيه العلوم وتعقدت فيه اشكالات الحياة، واعتمدت فيه وسائل علمية وتكنلوجية في شتى نواحي الحياة، حيث شملت هذه المستحدثات مجال علوم الكشف عن الجريمة، بدراسة أدق أثارها المادية وخاصة البصمات وإعطاء النتائج الدقيقة، فأصبحت مصالح الأدلة الجنائية تعتمد على بصمات العين والشفتين والأذن وكذا بصمات الصوت والرائحة ومسام العرق آخرها كانت البصمة الجينية

اهمية البحث

وتظهر أهمية الموضوع كون ان في أيامنا هذه لم يعد بإمكان الفصل بين الظاهرة الإجرامية ومجتمعنا أصبح الجاني يأخذ احتياطه لكي لا يترك أي أثر وراءه ويبقى مجهولا ولذا كان من الضروري اختيار هذا الموضوع ودراسته علة نحو يزيل كل الغموض حوله، حيث تتجلى اهمية العلمية في الاحاطة علما بالدلالة الجنائية بمخالف الآثار المادية التعرف عليها وخاصة فيها يتعلق بالبصمات التقليدية والحديثة منها التي أصبحت بفضل العلم تحتل مركز الصدارة بين الآثار المادية الأخرى وتنبيه القائمين بالبحث الجنائي بالإسراع إلى مركز الجريمة وعدم الاهمال أية أثر مهما تراءى لهم ببساطة وعدم صلته بالجريمة.

اما الأهمية العلمية للموضوع فتمكن في التعرف على الدور الذي تلعبه البصمات المستحدثة فيما يتعلق بالدعوى الجزائية وذلك بتأثيرها على الأدلة التقليدية، ولعل الاهم من ذلك هو التطرق بمدى تأثيرها على الاقتناع الشخصي للقاضي الجنائي إما بتقيده او الإبقاء على حريته باعتبارها ادلة ناتجة عن وسائل علمية دقيقة

أهداف البحث

يسعى هذا البحث إلى تحقيق هدفه الرئيسي والمتمثل في في محاولة تقديم دراسة تبين لنا الأهمية البصمات في المجال الجنائي من خلال ذكر بعض انواع وتعريفها واستظهار خصائصها.

كما أحاول إلى تلميح على البصمة الوراثية كأحد أدلة الإثبات المهمة الحاسمة في المجال الجاني من اجل تحقيق العدالة الجنائية، لكون هذه التقنية الحديثة ووسيلة هامة من وسائل الكشف الجريمة والتحقق من شخصية الإنسان.

وكذلك بيان أهمية البصمات كأقوى أدلة بين جميع الدلائل التقليدية والمستحدثة، ومعرفة الاقتناع القاضي وحريته من خلال شرح انظمة الإثبات

أسباب اختيار الموضوع

بالنسبة لأسباب اختاري لهذا الموضوع نظرا للدور الهام الذي تلعبه البصمات في الكشف عن الجرائم، ولقد وقع اختياري على هذا الموضوع ايمانا مني بأهمية معرفة البصمات الحديثة ولكونها من الادلة العلمية الحديثة وكذلك احتياجي لمعرفة أكثر للجانب القانون الجنائي الجزائي